حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1587458 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
26/3/2010

عدد القرّاءالاجمالي : 3515


بعد الهزائم المتكررة للعدو الإسرائيلي، والذي يحاول تسميتها بالإخفاقات، ويساعده بعض العرب واللبنانيين، بإنكارهم انتصارات المقاومة في لبنان وفلسطين، بل ومحاصرتهما لمنع صمودهما أو انتصارهما في أي حرب جديدة، ومع تنبه قوى المقاومة والممانعة لخطورة المخططات الإسرائيلية والأميركية لاستباحة الحقوق في فلسطين وكل الأراضي المحتلة، لا بد من التذكير الدائم بأن هزيمة قوى المقاومة والممانعة هدف استراتيجي للمشروع الأميركي وحلفائه، من بعض العرب الذين يحاولون إزاحة العراقيل أمام سيطرته الاستعمارية، خصوصاً ما يسمى بـ(الشرق الأوسط الجديد) بالمصطلح الأميركي، و(الشرق الأوسط الكبير) بالمصطلح الإسرائيلي، المرتكز على إعلان يهودية الدولة الصهيونية، وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية. أما الأنظمة المتحالفة مع أميركا، فهي تحت الضغط الأميركي من جهة، وتحت وطأة الخوف من التلاقح الثوري والتحرري لشعوبها، مما يهدد أنظمة الحكم والحكام، على اختلاف أسمائهم وألقابهم.

وبما أن الصهيونية قامت على بروتوكولات حكماء صهيون، والتي تعتمد الخطة العشرية لتحقيق الأحلام والأهداف، وبما أن الهزيمة الأولى التي أصابت العدو الإسرائيلي واضطراره للانسحاب من أول أراض محتلة، من دون مفاوضات وذلك في العام 2000 من جنوب لبنان، وبعد محاولات متكررة في العام 2006 في لبنان، وفي غزة العام 2008، فإننا على أعتاب السنة العاشرة من حقبة الفشل والإخفاقات، ولا بد من تغيير نتائج الجولات الخاسرة، سواء بالضربة القاضية التي يسعى إليها، أو بالنقاط المتفرقة، سواء بالفتنة الداخلية المذهبية أو الطائفية أو القومية، أو بتحريف وجهة العداء من إسرائيل المغتصبة إلى إيران الصديقة، أو بالصراع بين الأنظمة وشعوبها، أو عبر تقسيم الدول وتجزئتها، وتسخير المؤسسات الدولية من مجلس الأمن إلى المحكمة الدولية، إلى البنك الدولي، وزجها في الصراع لحساب الطرف الأقوى المتمثل بالإدارة الأميركية المندمجة مع الكيان الإسرائيلي.

وتحت وطأة اختلال موازين القوى بالمستوى المادي، بين مشروعي المقاومة والاستعمار، لا بد لقوى المقاومة والممانعة أن تجمع وتطور نقاط القوة المتوافرة في مجتمعاتها، وحصار نقاط الضعف، وسد الثغرات في سور الحماية الشاملة، من القوة العقائدية والإيديولوجية إلى القوة العسكرية، إلى الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، مهما كانت بسيطة وليست ذات وزن ثقيل، فإن لم تتوفر الصخرة الكبيرة التي تسد الطريق أمام السيل الاستعماري، فلا بأس بتجميع الحصى الصغيرة، لإقامة العرقلة أمام الجحافل، أو للرشق على رؤوس المحتلين، وهذا ليس كلاماً رومانسياً أو مجرد أحلام أو مناجاة ضعيفة، فانتفاضة الحجر الأولى والثانية أسستا للمقاومة داخل فلسطين، وأخرجتا غزة من تحت الاحتلال، واستولدتا الرصاص والصواريخ والعبوات الناسفة.

وكما يقول المثل الشعبي (اللي ما إلو كبير ما إلو تدبير)، فإن آباءنا وأجدادنا كانوا يرممون سطوح بيوتهم قبل سقوط المطر، بتراب الأرض والقش (التبن)، حتى يكون شتاؤهم آمناً، والنمل الصغير يجهد طوال الصيف لتجهيز مؤونة الشتاء حبة حبة، والعصافير الضعيفة تبني أعشاشها من عيدان القش الرقيقة، لتحمي صغارها بين أغصان الشجر العالية، والحرذون يمسك بفمه عوداً بالعرض حتى لا تبتلعه الأفعى من دون إذن من أحد، دفاعاً عن النفس، للبقاء على قيد الحياة..

وبما أن إسرائيل ما زالت تتهيأ وتتدرب، وتجري المناورات الجزئية والشاملة، وتعالج الثغرات في جبهتها الداخلية، وعلى جبهاتها الخارجية الحدودية، وتعمل على إطلاق التهديدات التي تشتت الانتباه عما تحضره من نوايا وأفعال عدوانية، سواء بتهويد القدس والبدء ببناء الدولة اليهودية وركنها العقائدي الأساس هو بناء الهيكل المزعوم، والذي بدأت عناصره ومقدماته بالظهور ببناء (كنيس الخراب)، ليصبح القبة المواجهة لقبة المسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، لتأمين ثالوث القبب لأول مرة في تاريخ القدس، وبما أن إسرائيل تمتلك القوة والسلطة، فإن الغلبة المادية المرحلية ستكون لـ(قبة الخراب)، التي ستخرب القدس ومسجدها أولى القبلتين وثالث الحرمين، والذي يعري العرب والمسلمين ويكشف تخاذلهم، ويظهر جبنهم واستسلامهم، فالقدس ليست مذهبية أو فلسطينية أو عربية، بل إسلامية ومسيحية، ولا يحق لأحد أن يحتكر الولاية عليها أو التنازل عنها، بل ولا يحق لأحد أن يعفي نفسه من واجب الدفاع عنها.

والسؤال الفاضح: هل نحضّر للمواجهة القادمة؟

إن التهيؤ والإعداد للمواجهة ليس واجباً كفائياً (إذا قام به البعض سقط عن الآخرين)، بل هو واجب عيني على كل عربي ومسلم ومسيحي، وإذا تقاعس البعض أو قصر في ذلك، فلا يعني أن ينكفئ الآخرون ويعلنوا حيادهم، أو نقدهم للمقصرين، فالمعركة مسؤولية الجميع، وعلى كل المستويات، ولا تقتصر المعركة على البندقية والمقاتل في ساحة المعركة، بل هي على كل المستويات لبناء مجتمع مقاوم، وتحصين الجبهة الداخلية.

لذا، لا بد من البدء بعملية التحضير للمواجهة القادمة، خصوصاً ونحن نستشرف ملامح فتنة داخلية، تبدأ بفبركة الاتهامات في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لحصار المقاومة مذهبياً داخلياً ودولياً، خصوصاً أن شبكات العملاء أنجزت جزءاً كبيراً من مهامها المكلفة بها، من مسح للداخل اللبناني، بالإضافة إلى ما تقوم به السلطة الفلسطينية عبر بعض قادتها المعروفين، والذين بدأوا بخلط الأوراق في المخيمات الفلسطينية، تحديداً في المخيم المركزي (عين الحلوة)، الذي يشكل "سدادة" الجنوب التي يمكنها إغلاق طرق الإمداد للمقاومة باتجاه الجنوب، وإغلاق طرق النجاة أمام المدنيين المغادرين، لتحويل الجنوب إلى ساحة مجزرة شاملة، خلاف ما جرى في حرب تموز 2006، بعدما فشلت إسرائيل وحلفاؤها في دق أسفين بين المقاومة وجمهورها، لتجفيف بحر المقاومة، لاصطياد المقاومين على الرمل الجنوبي خاصة.

إننا ندعو إلى البدء ببناء جبهة المواجهة الداخلية وفق ما يلي:

•- إعادة لم شمل قوى المقاومة الإسلامية والوطنية والقومية، بشكل ميداني، وعلى مستوى الصف الأول، وبشكل جدي.

•- بناء منظومة إعلامية مركزية، تشترك في صياغتها وتحمل أعباءها كل أجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والقومية، ورجال الإعلام والصحافة.

•- تنسيق العمل بين رجال الأعمال والتجار والمؤسسات الاقتصادية، لتأمين مخزون تمويني لمدة ثلاثة أشهر باستمرار، وترشيد الاستهلاك تحسباً لأي حصار.

•- دعوة المثقفين والفنانين والنخب الاجتماعية، لكبح جماح الطابور الخامس المتعدد الوجوه، الذي يبث الإشاعات، ويحبط المعنويات، ويزرع الشك في نفوس الجمهور العام.

•- البدء بالتخلص من الكماليات المعيشية، من سيارات فخمة، وأثاث فخم، واستبدالها بالأساسيات اللازمة، والامتناع عن شراء المزيد منها.

•- البدء باللقاءات الثقافية والتعبوية، ودورات الإسعاف الأولي، لحشد كل الطاقات، لتخفيض إعداد المحتاجين للمساعدة، لعدم إرهاق القوى المقاومة أثناء المعركة، بالاطمئنان عن عائلاتها وأطفالها.

إن الواجب الديني والوطني يفرض الإعداد العسكري، والإعداد المدني لبناء دائرة القوة الكاملة، لضمان الصمود وإحراز النصر النهائي، وأولى الخطوات أن ينتقد الإنسان ذاته، وأن يقبل نقد الآخرين الإيجابي، لإصلاح الثغرات ومعالجة الخلل قبل فوات الأوان.

(الوحدة.. والإعداد.. والصدق.. ثلاثية الصمود.. فالفتنة قادمة).


د.نسيب حطيط

مقالات ذات علاقة


لازلنا عتّالين لايحزن لموتنا أحد نسيب حطيط #وُلدنا في بلد لم يعترف بنا...#محرومون مبعدون ... كنا...


الإستهزاء بأوجاع الناس نسيب حطيط مايلفت الانتباه والاستغراب #غياب_القيادات_والأحزاب..عن معاناة...


مراجعة نقدية لنعترف بخسائرنا نسيب حطيط ليس عيبا او نقيصة ان #تنهزم في حرب او معركة رغما عنك...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by